سرُّ حكايةِ القدس

By زكريا مروان البكري

سرُّ حكايةِ القدس

القصة التي كُتبت من داخل الأسر، سر حكاية القدس كانت سِرّ قبل أن تكتب لكم، قبل أن تصبح فوضى ذاكرة طليق القلب المسجون، العاشق الذي ابتلي في حب المدينة العتيقة، مدينة السلام. كتب ما تذكر قبل أن ينسى، قبل أن تخونه الذاكرة نفسها، كما خانته الطمأنينة والسكينة من وراء القضبان، ولحظات البلايا، سر الحكاية يكمن في تذكرها، في قصها عليكم، كما هي من غير أي زيف.

• Language: العربية
• Publisher: طوقان للنشر الرقمي
• Release date: Oct 12, 2022
• ISBN: 9798215100745

Book preview

سرُّ حكايةِ القدس

سرُّ حكايةِ القدس

قصة

المؤلف: الأسير

زكريا مروان البكري

القصة التي كُتبت من داخل الأسر

النسخة العربية

فلسطين المحتلة  (سجن شطة)

1443هـ - 2022م

الوصف

سرُّ حكايةِ القدس

القصة التي كُتبت من داخل الأسر، سر حكاية القدس كانت سِرّ قبل أن تكتب لكم، قبل أن تصبح فوضى ذاكرة طليق القلب المسجون، العاشق الذي ابتلي في حب المدينة العتيقة، مدينة السلام. كتب ما تذكر قبل أن ينسى، قبل أن تخونه الذاكرة نفسها، كما خانته الطمأنينة والسكينة من وراء القضبان، ولحظات البلايا، سر الحكاية يكمن في تذكرها، في قصها عليكم، كما هي من غير أي زيف.

إهداء

إلى الذين ارتقَوا شهداءَ من أجلِ الوطنِ

وباعوا أرواحَهم للهِ من أجلِ أن نعيشَ كراماً.

لجميع أسرانا البواسلِ الذين ضحَّوا بأعمارِهم من أجلِنا.

لمن سهرَت اللياليَ من أجلي، إلى أمي الغالية.

لمن سعى ليوفرَ لقمةَ عيشي ورباني على حبِّ الوطنِ، أبي الحبيب.

إلى صديقي داخلَ سجونِ الاحتلال (أحمد الشرباتي) الذي سهرَ اللياليَ

من أجلِ أن نحققَ هذا العمل.

كعادتي، كنتُ أجلسُ على عتباتِ فندقِ (الهاوس بيس - House Piece). واجهة الشارع، وإذْ بختيار [1] يلبسُ (حطة وعقال) فوق رأسِه. يتعكّزُ على عصًا وكأنّها قدمُه الثالثةُ، يمرُّ من أمامي،

مدَّ عصاه يُمازحُني وهو يقولُ لي: ابعدْ من هون، بدّي أدخل على المستشفى.

- إيش مالك يا حجّ؟! هذا فندق، شكلك خربطت بالطريق،

قلتُ له.

- فندق مين يا ولد؟! هذا طول عمرُه مستشفى،

ردَّ عليّ الختيارُ بشيءٍ من الجدية.

هذا يا حجّ فندق الهاوس بيس أخبرتُه بأدبٍ،

وقصدتُ أن أوضحَ له أنّه ربما ضلَّ طريقَه.

- طول عمرُه هذا مستشفى؛ بس بعد 67 واحتلال القدس حوّلوه لفندق !

فاجأَني الختيارُ بهذه المعلومةِ، وفهمتُ الآنَ أنّه قَصَدَ من البدايةِ أنْ أعرفَ هذه الحقيقةَ التي غابت عنّي لسنين عديدة. !

تضاربتْ أفكاري، وأنا أنظرُ إلى حاجزِ حرس حدود الاحتلال الإسرائيلي الذي باغتني روزه في رأس الشارع وظهر أمامي كأنه فرش أنيابه الآن! كانت قد أذهلتني كلماتُ الختيارِ التي أثرتني بمعلومةٍ لم أكن