About this ebook
في هذه المجموعة القصصية يختلط الإنسان بالكوني من خلال معاناة الإنسان في وطنه، وكل وطن مشابه لنفس ضغوط القهر والحرمان وسلب الحقوق.
كما أن هذه المجموعة القصصية يسري فيها خيط نفسي عميق يحرك السطور، يحرك الخيال والعاطفة، وهو خيط نفسي مغزول بلحظات الوعي، وبكثير من لحظات اللاوعي أيضا، حيث تنفتح الذات على كيان داخلي آخر (نفسي) داخل هذا الكيان الجسدي.
اللغة هامسة متضامنة مسالمة إلى درجة التراجع والانسحاب وعدم إزعاج القارئ.
التجارب بسيطة فطرية، لكنها كونية وتتكرر كل يوم، وليس فيها مركزية الذات الأنثوية، بل فيها الإنسان في كل صوره.
تنطلق المجموعة من براءة شديدة وعذرية واضحة في التعامل مع الكلمات والأشياء، أما الخيال فهو كجناحي فراشة، كل هذا داخل عالم خاص قد يدعو إلى الاستغراب أحيانا دون أيديولوجية من هذا القبيل.
Related to إلى الوراء در
Related ebooks
الضفيرة السوداء Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsخبايا الماضي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsحلم آخر الليل Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsفئران السفينة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsقيد الدرس Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsرواية منبوذ Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالظلام يرى Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsقصص من السعودية 2022: "قصص قصيرة كُتبت خلال عام 2022 م، وتناولت موضوعاتٍ متنوعة لتصحب القارئ في مشاهد من الحياة اليومية السعودية " Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsبورتريه Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأسرار عالية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsبعد النهاية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالبلدة الآخرى Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالقناع الأخير Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsنهر عمّان الوحيد Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsبيسان: ما بين الحب والحرب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالكومبارس Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأسْرَى غُرَفِ الضباب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsقيامة الغائب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsجريمة عاطفية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsرجال من ورق وعروس من حلوى Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsخذلان آمن Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsخيوط النور: قصص Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsنداء أخير للغياب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsلم تأتِ بعد Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمقبرة القديسين Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsميس إيجيبت Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsنداء أخير للركاب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsقيود وأجنحة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsسيمفونية الشيطان Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsكلوديوس Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Related categories
Reviews for إلى الوراء در
0 ratings0 reviews
Book preview
إلى الوراء در - سولاف هلال
إلى الوراء دُر
قصص
سولاف هلال
الكتاب: إلى الوراء دُر (قصص)
الكاتبة: سولاف هلال
الطبعة: 2017
الناشر: وكالة الصحافة العربية ( ناشرون)
5 ش عبد المنعم سالم – الوحدة العربية – مدكو ر- الهرم – الجيزة
جمهورية مصر العربية
هاتف: 35825293 – 35867576 – 35867575
فاكس: 35878373
http://www.apatop.com E-mail: news@apatop.com
All rights reserved. No part of this book may be reproduced, stored in a retrieval system, or transmitted in any form or by any means without prior permission in writing of the publisher.
جميع الحقوق محفوظة: لا يسمح بإعادة إصدار هذا الكتاب أو أي جزء منه أو تخزينه في نطاق استعادة المعلومات أو نقله بأي شكل من الأشكال، دون إذن خطي مسبق من الناشر.
دار الكتب المصرية
فهرسة أثناء النشر
هلال ، سولاف
إلي الوراء در (قصص) / سولاف هلال
- الجيزة – وكالة الصحافة العربية.
الترقيم الدولي: 5 – 440 – 446- 977- 978
.. ص،.. سم.
أ – العنوان رقم الإيداع: 11652/ 2017
إلى الوراء دُر
1111الإهداء
إلى أستاذي العزيز
الأديب نواف أبو الهيجاء.. الحاضر الغائب
المشهد الأخير
مرارا وتكرارا تتبدل الوجوه أمام ناظري صاحب الكشك الذي يقع على ناصية شارع عمومي من شوارع بغداد المحاصرة بالموت من كل جانب..
زبائنه عابرو سبيل ليس إلا، يدفعهم العطش أحيانا لشرب زجاجة بارد أو عصير معلب ، ويحثهم الإحساس بالقهر لحرق لفائف تبغ يبتاعونها منه لينفثوا من خلالها دخان نفوسهم التي تغلي كبراكين تنتظر لحظة الإعلان عن غضبها المتصاعد.
وقد يشترون صحيفة تبيع لهم الوهم بهيئة أمل في اجتياز المحنة التي يعاني منها الوطن والمواطنون ، رغم أن بلادهم لا تزال ترزح تحت أقدام المحتلين والمارقين والخارجين عن القانون والأعراف والدين.
لم تعد الحياة كما هو عهدها في السابق ، فالمدينة أضحت مرتعا للشر والأشرار ، أما أبناؤها فانقسموا بين قاتل وقتيل ، لاشيء يدعو للتفاؤل وليس هنالك أمل لشعب حلم بالحرية فأغرقته الوعود في بحر من الدماء.
لقد حظي في الماضي بصداقات شتى امتدت لأعوام، أيام كان للصداقة معنى وقداسة ، لكن أين هم أصدقاؤه الآن ؟ منهم من طالته يد الغدر ففارق الحياة ، ومنهم من آثر الرحيل أملا في النجاة من الموت الذي حط رحاله في هذه البلاد.
الآن صار من المستحيل تذكر وجه واحد من الوجوه التي تطالعه كل يوم.
فالكل مصاب بالذعر، لا يلبث أن يطلب حاجته على عجل خوفا من انفجار عبوة ناسفة هنا أو هناك أو خشية أن تصيبه طلقة قناص عابث لايعرف أين يسدد فوهة بندقيته.
منذ يومين شيع جاره جثمان زوجته وهو في حالة ذهول جعلت الجميع يرثي لحاله ، فلقد تركت له أربعة أبناء لا يعرف كيف سيدبر أمرهم في وقت عصيب كهذا.
كانت تجلس إلى جواره في المقعد الأمامي من السيارة وهي في حالة حبور، ثم سكتت ضحكاتها على نحو مفاجئ، ومال رأسها حتى لامس ذراعه، لم يتنبه إلى ما أصابها في بادئ الأمر، حتى صعقته المفاجأة حين أسند رأسها على صدره وهو يحاول أن يعيد إليها وعيها المفقود، كان رأسها ينزف دما إثر إصابتها برصاصة قناص لا أحد يدري إلى أية ميليشيا ينتمي أو كيف يحدد أهدافه.
هكذا أضحت الحياة في بلد ظل يحلم بالسلام لكن السلام لم يحلم به أبدا، فمنذ عشرات السنين، والحروب تنجب حروبا فوق أرضه حتى صار في النهاية نهبا للغزاة، وغدت شوارعه ساحات إعدام للأبرياء.
أشرق وجه صاحب الكشك حين أقبل عليه شاب في العشرين سائلا إياه عن مجلة عربية تعنى بالفن والفنانين.
ألقى الرجل نظرة متفحصة على أغلفة بعض المجلات ثم ناوله إحداها وهو يتفرس في وجهه الذي بدا له مألوفا منذ الوهلة الأولى.
انهمك الشاب في تقليب صفحات المجلة، وبين الحين والآخر يمسح الشارع بنظرات متحفزة سرعان ما تعود لتسقط على وجه الرجل الستيني، فيحييه بابتسامة ناعمة بدت له كنسمة هواء باردة في ظهيرة يوم قائظ، فجميع الوجوه تمر أمامه متجهمة تحمل طابع الأسى والنقمة على الحياة.
استأنس الرجل بالشاب فقرر أن يهزم الصمت الذي بات يثقل ساعاته:
تجاهل الشاب سؤاله وتشاغل بقراءة عناوين بعض الجرائد لكن الرجل استأنف الحديث:
بدا الرجل متشوقا لرؤية المشهد الذي سيعرض أمامه بعد قليل، بينما كان الشاب أكثر شوقا لأداء الدور الذي أنفق وقتا في إعداده، وعندما فرغ من شرب زجاجة البارد ركض صوب آلية عسكرية لجنود الاحتلال، وبكبسة زر من حزامه الناسف انطلقت روحه لتعانق الشهداء.
كان صاحب الكشك قد انبطح أرضا في حركة لا إرادية، مغمضا عينيه على وجه ذلك الشاب الذي فاجأته براعته في أداء ذلك المشهد البطولي المهيب.
ولدتْ مرتين
لست أدري لماذا أتضاءل إزاءها إلى هذا الحد؟ لماذا أفقد هيبتي وأتحول إلى طفل عابث ما إن تأزف ساعة حسابه حتى يلوذ بحضن أمه هربا من العقاب؟
أشعر أحيانا أنني لم أغادر طفولتي، برغم أنني أوشكت على الستين، ولماذا أغادرها، ما دام هنالك ذراعان مفتوحتان وحضن يؤويني؟
كثيرا ما أجدني مهزوما مخذولا، إذا ما اتخذتْ موقفا محايدا، تاركة إياي في مجابهة أي مصير، حتى لو كان هذا المصير هو مواجهة عنيفة مع زوجتي
ما من أحد يعرفني كما تعرفني هي - بمن فيهم زوجتي - لذلك أشعر بأنني عار.. عار تماما أمامها، إذا ما ارتكبت فعلا أو حماقة ما.
حاولت مرارا أن أبني لنفسي كيانا شامخا، عوضا عن ذلك الكيان المتهالك الذي يهوي حالما أفكر في توجيه تحذير إليها أو لوم ، فتمحقني نظراتها حتى أصير محض لا شيئ.
ليس ثمة ما يجعلني أقيم معادلة تحدد علاقتي بها، فإحساسي بأمومتها يطغى على كل ما هو دونه، نادرا ما أشعر أنني متذبذب، لكن سرعان ما يتلاشى هذا الشعور إزاء نظرة رؤوم من عينيها النديتين، وكثيرا ما أشعر بالزهو والفخر حينما تقول :
- تعرف يا ولد يا حسين.. أنت أجمل وأغلى ما خرجت به من هذه الدنيا، لكنني - وبرغم سعادتي - أحتج وأردد في قرارة نفسي:
- لكني لست ابنها
ثم أعود لأقول:
- إذا لم
