Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب
ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب
ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب
Ebook683 pages5 hours

ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

يعتبر هذا الكتاب بعد كتاب "الاحاطة" أهم كتب ابن الخطيب التاريخية والأدبية وفيه يشرح لنا ابن الخطيب في ديباجته سبب تسميته ويجمل أقسامه في قوله: " وسميته لتنويع بساتينه المشوقة وتعدد أفانيه المعشوقة، "ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب" وقسمته إلى حمدلة ديوان وتهنئة بأخوان وتعزية في حرب للدهر عوان وأغراض ألوان ، وفتوح يجليها السلوان، ومخاطبات إخوان ومقامات أنقى من شعب بوان، وغير ذلك من أغراض ألوان.
Languageالعربية
PublisherRufoof
Release dateFeb 14, 1902
ISBN9786333642605
ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب

Read more from لسان الدين ابن الخطيب

Related to ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب

Related ebooks

Reviews for ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب - لسان الدين ابن الخطيب

    الغلاف

    ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب

    الجزء 2

    لسان الدين ابن الخطيب

    776

    يعتبر هذا الكتاب بعد كتاب الاحاطة أهم كتب ابن الخطيب التاريخية والأدبية وفيه يشرح لنا ابن الخطيب في ديباجته سبب تسميته ويجمل أقسامه في قوله: وسميته لتنويع بساتينه المشوقة وتعدد أفانيه المعشوقة، ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب" وقسمته إلى حمدلة ديوان وتهنئة بأخوان وتعزية في حرب للدهر عوان وأغراض ألوان ، وفتوح يجليها السلوان، ومخاطبات إخوان ومقامات أنقى من شعب بوان، وغير ذلك من أغراض ألوان.

    كتب مخاطبات الرعايا والجهات

    كتبت عن السلطان أبي الحجاج ابن السلطان أبى الوليد بن نصر ، رحمه الله تعالى لأهل ألمرية ، أعرف بهلاك الطاغية ملك قشتالة ، واقلاع محلته عن جبل الفتح .من الأمير عبد الله يوسف ابن أمير المسلمين أبى الوليد بن فرج بن نصر ، أيد الله أمره وأعلا ذدره .إلى أولياؤنا الذي نبادر إليهم بالشائر السافرة الغرر ، ونجلى عليهم وجوه الصنائه الإلهية كريمة الخبر والخبر ، ونعلم ما لديهم من الود الكريم الأثر . القائد بألمرية والقاضي بها ، والخطبى والفقهى والأشياخ بها والوزراء والأمناء والأذكياء والكافة والدهماء من أهلها عرفهم الله عوارف الآلاء ، وشكر مالهم من صحيح الود ومحض الولاء ، وأوزعهم شكر نعمة هذا الفتح الرباني الذي تفتحت له أبواب السماء ، وأشرت معجزاته ميت الرجا ، سلام كريم طيب عميم تنشق منه نفحات الفرج ، عاطرة الأرج عليكم أجمعين ورحمة الله وبركاته .أما بعد حمد الله فاتح أبواب الأمل ، من بعد استغلاقها ، ومعيد سعيد سعود الإسلام إلى آفاقها ومبشر العباد والبلاد بحياة أرماقها ، ومتدارك هذه الأمة المحمدية ، بالصنع الذي تجلى لها ملئ أحداقها ، والرحمة التي مدت على النفوس والأموال والحمات والأحوال صافي رواقها والنعمة التي لا يوفى إلا بمعونته سبحانه من الشكر واجب استحقاقها ، والصلاة على سيدنا ومولانا محمد رسوله الذي دعوته هي العروة الوثقى لمن تمسك باعتلاقها ، وقام على الوفاء بعهدها وميثاقها ، ذا المعجزات التي بهرت العقول بإتلافها ، الذي لم ترعه في الله الشدائد على اشتداد وثاقها ، ووضاعة مذاقها ، حتى بلغت كلمة الله ما شاءت من انتظامها واتساقها . والرضا على آله وصحبه وعترته وحزبه ، الفائزيين في مياديين الدنيا والدين بخل سياقها . فإنا كتبناه إليكم ، كتب الله لكم شكر النعمة ، ومعرفة بمواقع كرمه .من حمراء غرناطة حرسها الله ولا زايد بفضل الله ، إلا ما آمن الأرجاء ومهدها ، وأنشأ معالم الإسلام وجددها ، وأسس أركان الدين الحنيف ، وأقام أودها ، وأنتم الأولياء الذين نعلم منهم خلوص الأهواء ولتحقق ما عندهم من الود والصفا . وإلى هذا فقد علمتم ما كانت الحال آلت إليه من ضيعة العباد والبلاد بهذا الطاغية ، الذي جرى في ميدان الأمل جرى الجموح ، ودارت عليه خمر النخوة والخيلاء مع الغبوق والصبوح ، حتى طمح بسكر اغتراره ، واعتز على أنصار الله بأنصاره ومحص المسلمين على يده الوقائع التي تجاوز بها منتهى مقداره ، وتوجهت إلى إستئصال الكلمة مطامع أفكاره ، ووثق بأنه يطفئ نور الله بناره ، ونازل جبل الفتح فشد مخنق حصاره ، وأدار أشياعه في البر والبحر دور السوار على أسواره ، وانتهز الفرصة بإنقطاع الأسباب . وانبهام الأبواب ، والأمور التي لم تجر للمسلمين بالعدوتين على مألوف الحساب . وتكالب التثلث على التوحيد ، وساءت الظنون من هذا القطر الوحيد ، المنقطع بين الأمم الكافرة ، والبحور الزاخرة ، والمرام البعيد . وأننا صابرنا بالله تيار سيله ، واستضئنا بنور التوكل عليع في جنح هذا الخط ، ودجنة ليله ، ولجأنا إلى الله الذي بيده نواص الخلائق ، واعتنقنا من حبله المتين بأوثق العلائق ، وفسحنا مجال الأمل في ذلك الميدان المتضايق ، وأخلصنا لله مقيل العثار ، ومأوى أولى الإضرار قلوبنا ، ورفعنا إليه أمرنا ، ووقفنا عليه مطلوبنا ، ولم نقصر مع ذلك في ابرام العزم واستشعار الحزم ، وإمداد الثغور بأقصى الإمكان ، وبعث الجيوش إلى ما يلينا من بلاده على الأحيان فرحم الله انقطاعنا إلى كرمه ، ولجئنا إلى حرمه ، فجلى سبحانه بفضله ظلا م الشدة ، ومد على الحريم والأطفال ظلال رحمته الممتدة ، وعرفنا عوارف الصنع ، الذي قدم به عهد على طول المدة ، ورماه بجيش من جيوش قدرته أغنى من إيجاد الركاب ، وإحتشاد الأحزاب ، وأظهر فينا قدرة ملكه ، عند انقطاع الأسباب واستخلص العباد والبلاد من بين الظفر والناب ، فقد كان سد المجاز بأساطيله ، وكاثر كلمة الحق بأباطيله ، ورمى الجزيرة الأندلسية بشؤبوب شره ، وصيرها فريسة بين غربان بحره ، وعقبان بره ، فلم تخلص إلى المسلمين من إخوانهم مرفقة إلا على الخطر الشديد ، والإفلات على يد العدو العنيد ، مع توفر العزم والحمد لله على العمل الحميد ، والسعي فيما يعود على الدين بالتأييد . وبينما شفقتنا على جبل الفتح . تقوم وتقعد ، وكلب الأعداء علينا يبرق ويرعد ، واليأس والرجا قسمان ، هذا يقرب وهذا يبعد ، إذ طلع علينا البشير بانفراج الأزمة ، وحل تلك العزمة ، وموت شاة تلك الرقعة ، وإبقاء الله على تلك البقعة ، وأنه سبحانه أخذا الطاغية أشد ما كان اغتراراً وأعظم انصاراً ، وزلزل أرض عزه ، وقد أصابت قراراً ، وأن شهاب سعده أصبح آفلاً ، وعلم كبره انقلب سافلاً ، وأن من بيده ملكوت السموات والأرض طرقه بحتفه ، وأهلكه برغم أنفه ، وأن محلته عاجلها التباب والتبار ، وعاث في منازلها النار ، وتمحض عن سوء عاقبتها الليل والنهار ، وأن حماتها يخربون بيوتهم بأيديهم ، وينادى بالشتات لسان مناديهم ، وتلاحق بنا الفرسان من جبل الفتح ، المعقل الذي عليه من عناية الله رواق مضروب ، والرباط الذي من حاربه فهو المحروب ، فاختبرت بانفراج الضيق وارتفاع العائق لها عن الطريق ، وبرء الداء الذي أشرق بالريق ، وإن النصرى دمرهم الله ، جدت في ارتحالها ، وأسرعت بجيفة طاغيتها ، إلى سوء مآلها ، وسمحت للنهب ، والنار بأسلابها وأموالها . فبهرنا هذا الصنع الإلهى ، الذي مهد الأقطار بعد رجفانها وأنام العيون بعد سهادج أجفانها . وسالنا الله أن يعيننا على شكر هذه النعمة ، التي إن سلطت عليها قوى البشر فضحتها ، أو قويت بالنعم فضلتها ورجحتها . ورأينا سر اللطائف الخفية ، كيف سريانه في الوجود ، وشاهدنا بالعيان لأنوار اللطف والجود ، وقلنا إنما هو الفتح شفع بثان ، وقواعد الدين الحنيف ، أيدت من صنع الله بيان الحمد لله على نعمك الباطنة والظاهرة ، ومننك الوافرة ، أنت ولينا ، وأمرنا للحين ، فقلدت لبات المنابر بهذا الخبر ، وجليت في جماعات المسلمين وجوه هذا الفتح الرائق الغرر . وعجلنا تعريفكم به ساعة اجتلائه ، وتحقق أنبائه ، لتسحبوا له أثواب الجذل ضافيةً ، وتردوا به موارد الأمل صافيةً ، فإنما هو ستر الله شمل أنفسكم وحريمكم ، وأمانة كفى ظاعنكم ومقيمكم ، فقرطوا به الآذان ، وبشروا به الإقامة والأذان ، وتملؤوا العيش في ظله ، وواصلوا حمد الله ، ولى الحمد وأهله ، وانشروا فوق أعواد المنابر من خطابه رايةً ميمونة الطائر ، واجعلوا هذه البشارة سجدة في فرقان البشائر . فشكراً لله سبحانه ، يستدعي المزيد من نعمه ، ويضمن اتصال كرمه ، وعرفوا بذلك من يليكم من الرعية ، ليأخذوا بمثل حظكم ، ويلحظوا هذا الأمر بمثل لحظكم ، فحقيق عليهم أن يشيدوا بهذا الخبر في الحاضر والباد ، ويجعلوا يوم عاشوراء الذي تجلى فيه هذا الصنع ثالث الأعياد ، والله عز وجل يجعله للمسرة عنواناً ، ويطلع علينا وجوه صنعه غراً حساناً . والسلام الكريم عليكم أجمعين ، ورحمة الله تعالى وبركاته . كتب في كذا .و صدر عني أيضاً في عام سبعة وستين وسبعمائةمما يجري مجرى الحكم والمواعظ والأمثال ، صدعتبه الخطباء من المنابر واجتمعت لإلقائه من الأممالبحار الزواخر ، والله عز وجل لا يخيب فيهالفصل ولا يحبط فيه العمل بمنةمن الأمير عبد الله الغنى بالله محمد بن مولانا أمير المسلمين أبى الحجاج ابن مولانا أمير المسلمين أبى الوليد بن نصر ، أيد الله أمره ، وأعز نصره . إلى أوليائنا المخصوصين منا ومن سلفنا بزمام الجوار القريب ، والمساكنة التي لا يتطرق إلى حقها الديني استرابة المستريب ، المعتمدين ، إذا عدت الرعايا ، وذكرت المزايا بمزيد الأدنا والتقريب ، من الأشياخ الجلة الشرفاء ، والأعلام العلماء ، والصدور الفقهاء ، والعدول الأزكياء ، والأعيان الوزراء ، والحماة المدافعين عن الأرجاء ، والأمناء ، الثقات الأتقياء ، والكافة الذين نصل لهم عوائد الاعتناء ، ونسير فيهم بإعانة الله على السبيل السواء ، من أهل حضرتنا غرناطة وريضها ، شرح الله لقبول الحكمة والموعظة الحسنة صدورهم ، وكيف بنتائج الاستقامة سرورهم ، وأصلح بعنايته أمورهم ، واستعمل فيما يرضيه آمرهم ومأمورهم ، سلام كريم عليكم ورحمة الله وبركاته .أما بعد حمد الله الذي إذا رضي عن قوم ، جعل لهم التقوى لباساً . والذكرى لبناء المتاب أساساً ، والصلاة على سيدنا ومولانا محمد رسوله ، الذي هدانا إلى الفوز العظيم ابتغاء الرحمة والتماساً . والرضا عن آله وصحبه الذين اختارهم له ناساً ، وجعلهم مصابيح من بعده اقتداءً واقتباساً ، فإنا كتبناه إليكم ، كتب الله إعزازكم وحرس أحوازكم ، وجعل العمل الصالح اهتزازكم ، وبقبول النصائح امتيازكم .من مستقرنا بذروتكم الحمراء حماها الله ، ولا متعرف بفضل الله سبحانه إلا هدايةً تظهر على الأقوال والأعمال ، وعنايةً تخف عن اليمين والشمال ، وتوكل على الله سبحانه ، يتكفل لنا ولكم ببلوغ الآمال ، وأنتم أولياؤنا الذين لا ندخر عنهم نصحاً ، ولا يهمل في تدبيرهم ما يثمر نجحاً ، وبحسب هذا الاعتقاد ، لا نغفل عن نصيحة ترشدكم إذا غفلتم ، وموعظة نقصها عليكم إذا اجتمعتم في بيوت الله واحتفلتم ، ودرعتكم ، تارة بسلم نعقدها ، ومحاولة نسردها ، وتارة بسيوف في سبيل الله نجردها ، وغمار للشهادة نردها ، ونفوس بوعد الله نعدها ، ونرضى بالسهر لتنام أجفانكم ، وبالكد لتترع صبيتكم وولدانكم ، وباقتحام المخاوف ليتحصل أمانكم . ولو استطعنا أن نجعل عليكم واقية كواقية الوليد لجعلنا ، أو أمكننا أن لا نفضلكم رعية بصلاح دين أو دنيا إلا فعلنا ، هذا شغل وقتنا منذ عرفناه ، ومرمى همنا مهما استرفعناه وقد استرعانا اللع جماعتكم وملأنا طاعتكم ، وحرم علينا إضاعتكم والراعى إذا لم يقصد بسائمته المراعى الطيبة ، وينتجع مساقط الغمايم الصبية ، ويوردها الماء النمير ، ويبتغي بها النما والتثمير ، ويصلح خللها ، ويداوي عللها ، قل عددها ، وجدبت غلتها وولدها ، فندم على ما ضيعه في أمسه ، وجنى عليها وعلى نفسه ، وألفيناكم في أيامنا هذه الميامين عليكم ، قد غمرتكم آلاء الله ونعمه ، وملأت أيديكم مواهبه وقسمه ، وشغل عدوكم بفتنة قومه ، فنمتم للعافية فوق مهاد ، وبعد عهدكم بما تقدم من جهد وجهاد ، ومخمصة وسهاد ، فأشفقنا أن يجركم توالي الرخاء إلى البطر ، أو تحملكم العافية عن الغفلة عن الله ، وهي أخطر الخطر ، أو تجهلوا مواقع فضله تعالى وكرمه ، أو تستعينوا على معصية بنعمه ، فمن عرف الله في الرخاء ، عرفه في الشدة ، ومن استعد في المهل ، وجد منفعة العدة ، والعاقل من لا يغتر بالحرب أو السلم بطول المدة ، فالدهر مبلى الجدة ، ومستوعب العدة ، وإخوانكم المسلمين ، قد شغلوا اليوم بأنفسهم عن نصركم وسلموا الله في أمركم ، وفتحت الأبواب ، ولا حول ولا قوة إلا بالله بثغركم ، وأهمتهم فتن تركت رسوم الجهاد خاليةً خاوية ، ورياض الكتايب الخضر ذابلة ذاوية ، فإن لم تشعروا لما بين أيديكم في هذه البرهة ، فماذا تنتظرون ، وإذا لم تستعدوا في المهل ، فمتى تستعدون . لقد خسر من رضي في الدنيا والآخرة بالدون ، فلا تأمنوا مكر الله ، فإنه لا يامن مكر الله إلا القوم الخاسرون . ومن المنقول عن الملل ، والمشهور في الأواخر والأول ، أن المعصية إذا فشت في قوم ، أحاط بهم سوء كسبهم ، وأظلم ما بينهم وبين ربهم ، وانقطعت عنهم الرحمات ، ووقعت فيهم المثلات والنقمات ، وشحت السماء ، وغيض الماء ، واستولت الأعداء ، وانتشر الداء ، وجفت الضروع وأخلفت الزروع ، فوجب علينا أن نخولكم بالموعظة الحسنة ، ، والذكرى التي توقظ من السنة ، وتقرع آذانكم بقوارع الأسنة ، فاقرعوا الشيطان بوعيها ، وتقربوا إلى الله برعيها . الصلاة الصلاة فلا تهملوها ، ووظائفها المعروفة فكلموها ، فهي الركن الوثيق ، والعلم الماثل على جادة الطريق ، والخاصة التي يتميز بها هذا الفريق . وبادروا صفوفها الماثلة ، وأتبعوا فريضتها بالنافلة ، واشرعوا إلى تاركها أسنة الإنكار ، واغتنموا بها نواصي الليل ومبادى الأسحار . والزكاة أختها المنسوبة ، ولدتها المكتوبة المحسوبة ، ومن منعها فقد بخل على مولاه باليسير مما أولاه ، وما أحقه بذهاب هبة الله وأولاده ، فاشتروا من الله كرايم أموالكم بالصدقات ، وأنفقوا في سبيل الله ، يربحكم أضعاف النفقات ، وواسوا سؤالكم كلما نصبت الموائد ، وأعيدت للقرب العوائد ، وارعوا حق الجار ، وخذوا على أيدي الدعرة والفجار ، واصرفوا الشنآن عن الصدور ، واجعلوا صلة الأرحام من عزم الأمور ، وصونوا عن الاغتياب أفواهكم ، ولا تعودوا السفاهة شفاهكم ، وأقرضوا القرض الحسن إلهكم ، وعلموا القآن صبيانكم ، فهو أس هذا المبنى ، وازرعوه في تراب ترابهم ، فعسى أن يجنى ، ولا تتركوا النصيحة لمن انتصح ، ورد السلام على من بتحية الإسلام أفصح ، وجاهدوا أهواءكم فهي أولى ما جاهدتم وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ، وثابروا على حلق العلم والتعلم ، وحقوا بمراقي التكلم ، تعلموا من دينكم ما لا يسعكم جهله ، ويبين لكم حكم الله أهله ، فمن القبيح أن يقوم أحدكم على معالجة بره وشعيره ، ورعاية شتاته وبعيره ، ولا يقوم على شيئ يخلص له قاعدة اعتقاده ، ويعده منجاة ليوم معاده ، والله عز وجل يقول : ' أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً ، وأنكم إلينا لا ترجعون ' . وأنفوا من الحوادث الشنيعة ، والبدع التي تفت في عضد الشريعة ، فقد شن عليها بالمتلبسة بأهل التصرف المغار ، ونال جملتها بل جهالتها بأغماضهم الصغار ، وتؤول المعاد والجنة والنار . وإذا لم يغر الرجل على دينه ودين أبيه فعلى من يغار . فالأنبياء الكرام وورثتهم العلماء الأعلام هم أئمة الاقتداء ، والكواكب التي عينها الحق للاهتداء ، فاحذروا معاطب هذا الداء ودسائس هؤلاء الأعداء ، وأهم ما صرفتم إليه الوجوه ، واستدفعتم به المكروه ، العمل على ما في الآية المتلوة ، والحكمة السافرة المجلوة من ارتباط الخيل ، وإعداد العدة . فمن كان ذا سعة في رزقه ، فليقم لله بما استطاع من حقه ، وليتخذ فرساً يعلم محلته بصهيله ، ويقنى أجره من أجل الله وفي سبيله ، فكم يتحمل من عيال يلتمس مرضاتهن باتخاذ الزينة ، والعروض الثمينة ، والتنافس في سوق المدينة ، ومونة الارتباط أقل ، وعلى أهل الهمة والدين أدل ، إلى ما فيه من حماية الحوزة ، وإظهار العزة . و من لم يحسن المى فليتدرب ، وبإتخاذ السلاح إلى الله فليتقرب ، فقبل الرمى تراش السهام ، وعلى العبد الاجتهاد ، وعلى الله التمام ، والسكة الجارية حديث نواديكم ، وأثمان العروض الذي بأيديكم . فمن تحيف حروفها ، ونكر معروفها أو سامح في قبول زيف ، أو هجوس حيف ، فقد اتبه هواه ، وخان نفسه وسواه . قال الله عز وجل : ' أوفوا الكيل ولا تكونوا من المخسرين ، وزنوا بالقسطاس المستقيم ، ولا تبخسوا الناس أشياءهم ، ولا تعثوا في الأرض مفسدين ' ، ولتعلموا أن نبيكم صلوات الله عليه ، إنما بعثه الله مجاهداً ، وفي العرض الأدنى زاهداً . وبالسلاح راجياً ، وبالحق راضياً ، وعن الهفوات حليماً متغاضباً ، فتمسكوا بحبله ، ولا تعرجوا عن سبله يوردكم الله في سجله ويرعكم من أجله ، مراعاة الرجل في نجله ، فهو الذي يقول : ' وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله يعذبهم وهم يستغفرون ' . وإن كان في وطنكم سعة ، وقد ألحفكم الله أمناً ودعةً ، فاحسبوا أنكم في بلد محصور ، وبين لجتي أسد هصور ، كنفكم بحر يعب عبابه ، ودار بكم سور بيدى عدوكم بابه ، ولا يدري متى ينتهي السلم ، ويشعب الكلم ، فإن لم تكونوا بناءً مرصوصاً ، وتستشعروا الصبر عموماً وخصوصاً ، أصبح الجناح مقصوصاً ، والرأي قد سلبته الحيرة ، والمال والحريم ، قد سلمت فيه الضانة والغيرة ، فإن أنشأ الله ريح الحمية ، ونصرت النفوس على الخيالات الوهمية ، فإن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين ، والله متم على رغم الجاحدين وكره الكافرين ، فكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة ، بإذن الله ، و الله مع الصابرين .و اعتقدوا أن الله لم يجعل الظهور مقرونا بعدد كثير ، وجراد مزرعة أثارها مثير . إنمنا هو الاص لا ينبغي لغير الله افتقارا ، ونفوس توسع ما سوى الحق اختصارا ، ووعد يصدق ، وبصائر أبصارها إلى مثابة الجزاء تحدق . وهذا الدين ظهر مع الغربة ، 0 وشطب القربة ، فلم ترعه الأكاسرة وقيولها ، والاقاصرة وفيولها .دين حنيف ، وعلم منيف من وجوه شطر المسجد الحرام تولى ، وايات على سعة الأحرف تتلى ، وزكاة من الصميم تنتقى ، وصوم به إلى المعارج يرتقى وحج وجهاد ، ومواسم وأعياد ، ليس الا تكبير جهير ، واذان شهير ، وقوة تعد ، وثغور للإسلام تسد ، ونبى يقسم ، وفجر يرسم ، و نصيحة تهدى ، وأمانة تبدى ، وصدقة تخفى وتبدى ، وصدور تشرح وتشفى ، وخلق من خلق القران تحدى ، قبض النبي صلى الله عليه وسلم وهذه العقد تسجل ، والموعد به قد عجل : اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ، ورضيت لكم الإسلام دينا و لا ينقطع لهذا الفرع عادة وصلة ما دام شبيها بأصله ، وإنما هو جلب لكم زبدته المخضوضة ، وخلاصته الممحوضة والعاقبة للمتقين ، ولتعلمن نبأه بعد حين ، وحضرتكم اليوم قاعدة الدين ، وغاب المجاهدين . وقد اخترعت بها أيامنا هذ1ا وأيام المقدس والدنا الأثار الكبار ، والحسنات التي تنقلت بها الأخبار ، وأغفلت إالى ذمتكم الحسنة المذكورة والمنقبة المبرورة . وهي ميارستان يضم منكم المرضى المطروحين ، والضعفاء المغتربين منهم والمنتزحين في كل حين ، أنتم توطئينهم بالأقدام على مر الأيام ، وينظرون إليكم بالعيون الكليلة ، ويعرفون على الأحوال الذليلة ، وضرورتهم غير خافية ، وما أنتم أولى منهم بالعافية ، والمجانين تكثر منهم الوقائع ، ويعيثون بالإناث منهم العهر الذايع ، عار تحظره الشرائع ، وفي مثلها تسد الذرائع ، وقد فضلتهم أهل مصر وبغداد بالرباط الدايم والجهاد ، فلا أقل من المساواة في معنى ، والمنافسة في مبنى ، يذهب عنكم لوم الجوار ، ويزيل عن وجوهكم سمات العار ، ويدل على همتكم ، وفضل شيمتكم أهل الأقطار . وكم نفقة هانت على الرجال في غير مشروع ، وحرص اعتراه على ممنوع ، فاشرعوا النظر في هذا المهم خير شروع ، فلولا اهتمامنا بمرتزقة ديوانكم ، وإعدادنا مال الجهاد للمجاهدين إخوانكم ، لسبقناكم إلى هذه الزلفى ، وقمنا في هذا العمل الصالح يتحمل الكلفة ، ومع ذلك فإذا أخذناكم إلى الجنة ببنائه ، وأسهمناكم في فريضة أجره وثنائه ، فنحن إن شاء الله نحبس له الأوقاف التي تجري لمرفقه ، وتتصل عليه بها الصدقة ، تأصيلا لفخركم ، وإطابة في البلاد لذكره ، فليشاور أحدكم همته ودينه ، ويستخدم طاعة الله ويمينه ، ونسل الله أن يوفق كلا لهذا القصد الكريم ويعينه ، ومن وراء هذه النصائح ، عزم يتهيأ إلى غايتها ، ويجبر الكافة على اتباع رأيها ورايتها فاعملوا الرايات فيما يتضمنه من الفصول ، وتلقوا داعي الله فيها بالقبول ، والدنيا مزرعة الاخرة ، وكم معتبر للنفوس الساخرة بالعظام الناخرة ، يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ، ولا يغرنكم بالله الغرور وأنتم اليوم أحق الناس بقبول الناس بقبول المواعظ نفوسا زكية ، وفهوماً لا قاصرة ولا بكية ، ووطن وجهاد ومستسقى غماميم رحمة من الله وعهاد ، وبقايا الأول الذين فتحوا هذا الوطن وألقوا فيه العطن ، فإلى أين يذهب حسن الظن بأدبانكم ، وصحة إيمانكم ، وتساوي إسراركم في طاعة الله وإعلانكم اللهم إنا قد خرجنا لك فيهم عن العهدة المتحملة ، وأبلغناهم نصيحتك المكملة ، ووعدناهم مع الإمتثال رحمتك المؤملة فيسرنا وإياهم لليسرى ، وعرفنا لطايفك التي خفي منها المسرى ، ولا تجعلنا ممن صم عن النداء وأصبح شماتتة للأعداء ، فما ذل مناستنصر بجنابك ، ولا ضل من استبصر بسنتك وكتابك ، ولا انقطع من تمسك بأسبابك . والله يصل لكم عوايد الصنع الجميل ويحملكم وإيانا من التوفيق على أوضح سبيل ، والسلام عليكم أيها الأولياء ورحمة الله وبركاته .و في هذا الغرض أيضاًمن الأمير عبد الله محمد ابن مولانا أمير المسلمين أبي الحجاج ابن مولانا أمير المسلمين أبي الوليد بن نصر أيده الله ونصره . إلى أوليائنا الذين نوقظ من الغفلة أجفانهم ، وندعوهم لما يطهر من الارتياب إيمانهم ، ويخلص لله إسرارهم وإعلانهم ، ونرثى لعدم إحساسهم ، وخيبة قياسهم ، ونغار من استيلاء الغفلات على أنواعهم وأجناسهم ، ونسل الله لهم ولنا إقالة العثرات ، وتخفيض الشدائد المفتورات ، وكف أكف العوادي المبتدرات ، من أهل حضرتنا غرناطة دافع الله عن فئتهم الغريبة ، وعرفهم في الذوات والحرم ، عارفة اللطايف القريبة ، وتداركهم بالصنايع العجيبة . سلام كريم عليكم ورحمة الله وبركاته .أما بعد : حمد الله الذي لا نشرك به أحداً ، ولا نجد من دونه ملتحداً ، مبتلى قلوب المؤمنين ليعلم أيها أقوى جلداً وأبعد في الصبر مداً ، ليزيد الله الذين امنوا والذين اهتدوا هدى . و الصلاة على سيدنا ومولانا محمد ومونا محمد رسوله الذي أنقذ من الردى ، وتكفل بالشفاعة غداً ، ضارب هام العدا ، ومجاهد من اتخذ مع الله ولداً . والرضا على اله الذين كانوا لسماء ملته عمداً ، فلم ترعهم الكتائب الوافرة ، وإن كانوا هم أقل عدداً ، ولأصابتهم الأمم الكتفرة وإن كانت أكثر جمعاً وأظهر عدداً ، صلاة لا تنقطع أبداً ، ورضاً لا يبلغ أمداً . فإنا كتبناه إليكم ، كتبكم الله ممن امتلأ قلبه غضباً لله وحمية ، ورمى بفكره عقله غرض الصواب فلم يحظ منه هدفاً ولا رمية . وقد انتصل بنا الخبر الذي يوجب نصح الإسلام ، ورعى الجوار والذمام ، وما جعل الله للمأموم على الإمام ، ايقظكم الله من مراقدكم المستغرقة ، وجمع أهوائكم المتفرقة ، وهو أن كبير دين النصرانية ، الذي إليه ينقادون ، وفي مرضاته يصافون ويعادون ، وعند رؤية صليبه يكبون ويسجدون ، لما رأى أن الفتن قد أكلتهم خضماً وقضماً ، وأوسعتهم هضماً ، فلم تبق عصماً ولا عظماً ، ونثرت ما كان نظماً ، أعمل نظره في أن يجمع منهم ما افترق ، ويرفع ما طرق ، ويرفأ ما مزق الشتات وخرق ، فرمى الإسلام بأمة عددها القطر المنثال ، والجراد الذي تضرب به الأمثال ، وعاهدهم ، وقد حضر التمثال ، وأمرهم وشأنهم الامتثال ، أن يهثوا لمن ارتضاه من أمته الطاعة ، ويجمعوا في ملته الجماعة . ويطلع الكل على هذه الفئة القليلة الغريبة بغتة كقيام الساعة ، وأقطعهم ، قطع الله به البلاد والعباد والطارف والتلاد ، وسوغهم الحرم والأولاد ، وبالله نستدفع ما لا نطيقه ، ومنه نسل عادة الفرج ، فما سد طريقه . إلا أنا رأينا غفلة الناس عن تصميمهم ، مؤذنة بالبوار ، وأشفقنا للدين المنقطع من وراء البحار ، وقد أصبح مضغة في لهوات الكفار وأردنا أن نهزكم بالمواعظ التي تكحل الأبصار بميل الاستبصار ، ونلهمكم إلى الانتصار بالله عند عدم الأنصار ، فإن جبر الله الخواطر بالضراعة إليه والانكسار ، ونسخ الإعسار بالإيسار ، وأنجد اليمين باجتهاد اليسار ، وإلا فقد تعين في الدنيا والاخرة حظ الخسار . فإن من ظهر عليه عدو دينه ، وهو عن الله مصروف ، وبالباطل مشغوف ، وبغير العرف معروف ، وعلى الحطام المسلوب عنه ملهوف ، فقد ثله الشيطان للجبين ، ز قد خسر الدنيا والاخرة ، ألا ذلك هوالخسران المبين ، ومن نفذ فيه أو له قدر الله عن أداء الواجب وبذل الجهود ، وأفرد بالعبودية والوحدانية الأحد المعبود ، ووطن النفس على الشهادة المبوءةدار الخلود ، العابدة بالحياة الدائمة والوجود ، او الظهور على عدو ه المحشور إليه المحشود ، صبراً على المقام المحمود ، وبيعاً من الله تكون الملايكة فيه من الشهود ، حتى تعيث يد الله في ذلك البناء المهدوم بقوة الله الممدود ، والسواد الأعظم الممدود ، كان على أمره بالخيار المسدود قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنين ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا فتربصوا إنا معكم متربصونالله الله فب الهمم قد خمدت ريحها ، والله الله فب العقائد قد خفتت مصابيحها ، والله الله في الرجولة قد فل حدها . ، والله الله في الغيرة قد تعس جدها ، والله الله في الدين الذي طمع الكفر في تحويله ، والله اله في الحريم الذي مد إلى استرقاقه يد تأميله ، والله الله في المساكن زحف لسكناها ، والله الله في الملةالتي يريد إطفاء سناها ، والله الله في الحريم ، والله الله في الدين الكريم ، والله اله في الوطن الذي توارثه الولد عن الوالد ، اليوم تستأسد النفوس المهينة ، اليوم يستنزل الصبر والسكينة . اليوم تختبر الهمم . اليوم ترعى هذه المساجد الكريمة الذمم ، اليوم يرجع إلى الله المصرون ، اليوم يفيق من نوم الغفلة المغترون ، قبل أن يتفاقم الهول ويحق القول ، ويسد الباب ، ويحيق العذاب ، وتسترق بالكفر الرقاب ، فالنساء تقى بأنفسهن أولادهن الصغار ، والطيور ترفرف لتحمي الأوكار إذا أحست العياث بأفراخها والإضرار . تمر الأيام عليكم مر السحاب ، فلا خبر يفضى إلى العين ، ولا حديث في الله يسمع بين اثنين ، ولا كد إلا لزينة يحلى بها نحر وجيد ، ولا سعى إلا في متاع لا يغني في الشدائد ولا يفيد . وبالأمس دعيتم إلى التماس رحمى مسخر السحاب ، واستقالة كاشف العذاب ، وسؤال مرسل الديمة ، ومحي البشر والبهيمة ، وقد أمسكت عنكم رحمة السماء ، وأغبرت جوانبكم المخضرة احتياجاًإلى بلالة الماء ، وفي السماء رزقكم وما توعدون ، وإليه الأكف تمدون ، وأبوابه بالدعاء تقصدون ، فلم يضجر منكم عدد معتبر ، ولا ظهر للإنابة ولا للصدقة خبر ، وتتوقل عن الإعادة الرغبة إلى الولي الحميد ، والغني الذي إن يشأ يذهبكم ويأتي بخلق جديد ، وأيم اله لو كان لهواً ، لارتقبت الساعات ، وو ضاقت المستمعات ، وتزاحمت على حاله وعصيه الجماعات ، أتعززاً على اله وهو القوي العزيز ، اتلبيساً على الله وهو الذي يميز الخبيث من الطيب والمشبه من الإبريز . أمنابذ وو النواصي في يديه . أغروراً بالأمل والغرور والرجوع بعد إليه . من يبدأ الخلق ثم يعيده . من ينزل الرزق ويفيده من يرجع إليه في المهمات ، من يرجى في الشدائد والأزمات . من يوجد في المحيا والممات ، أفي الله شك يختلج القلوب . أثم غير الله من يدفع المكروه وييسر المطلوب . تفضلون عن اللجأ إليه عوائد الجهل ونزه الاهل . وطائفة منكم قد برزت إلى استبقاء رحمته ، تمد إلى الله الأيدي والرقاب ، وتستكشف بالخضوع لعزته السقاب ، وتستعجل إلى مواعيد إجابته الارتقاب ، وكأنكم أنتم عن كرمهقد استغنيتم ، او عن الامتناع من الرجوع إليه بقيتم . أما تعلمون كيف كان نبيكم صلوات الله وسلامه عليه من التبليغ باليسير ، والاستعداد للرحيل الحق والميسر ، ومداومة الجوع ، وهجر الهجوع ، والعمل على الإياب إلى الله والرجوع . دخلت فاطمة رضي الله عنها وبيدها كسرة شعير ، فقال ما هذا يا فاطمة ، فقالت يا رسول الله خبزة قرصة وأحببت ان تاكل منها ، فقال : يا فاطمة أما أنه أول طعام دخل جوف أبيك منذ ثلاث . وكان صلى الله عليه وسلم يستغفر الله في اليوم سبعين مرة ، ياتمس رحماه ويقوم وهو المغفور له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، حتى ورمت قدماه . وكان شأنه الجهاد ، ودأبه الجد والاجتهاد ، ومواقف صبره تعرفها الربا والوهاد ، ومقامات زهده في هذا المتاع الفاني تحوم على أدنى مراتبهاالزهاد فإذا لم تقتدوا به فبمن تقتدون وإذا لم تهتدوا به فبمن تهتدون ، وإذا لم ترضوه باتباعكم له وفكيف تعتزون إليه وتنتسبون ، وإذا لم ترغبوا في الاتصاف بصفاته غضباً لله وجهاداً ، وتقللاً من العرض الأدنى وشهاداً ، ففيم ترغبون . فافتروا جهاد الأمل فكل ات قريب ، واعتبروا بمثلات من تقدم من أهل البلاد والقواعد ، فذهولكم عنها غريب ، وتفكروا في منابر ها التي يعلو فيها واعظ وخطيب ، ومطيل ومطيل ومطيب ، ومساجدها المتعددة الصفوف ، والجماعات المغمورة بأنواع الطاعات ، وكيف أخذ الله فيها بذنب المترفين من دونهم ، وعاقب الجمهور بما أغمضوا عنه من عيونهم ، وساءت بالغفلة عن الله ، عقبى جميعهم ، وذهبت النعمات بعاصيهم ، ومن داهن في أمرهم من مطيعهم ، وأصبحت مساجدهم مناصب للصلبان ، واستبدلت ماذنهم بالنواقيس من الاذان ، هذا والناس ناس ، والزمان زمان . ما هذه الغفلة عمن إليه الرجعى والمصير ، وإلى متى التساهل في حقوقه ، وهو السميع البصير ، وحتى متى هذا الخطأ في الأمد القصير ، وإلى متى نسيان اللجا إلى الولي النصير . قد تداعت الصلبان مجبلة عليكم ، وتحركت الطواغيت من كل جهة إليكم . أفيخذلكم الشيطان ، وكتاب الله قائم فيكم ، وألسنة الايات تناديكم ، لم تمح سطورها . ، ولا احتجب نورها ، وأنتم بقايا من فتحها عن عدد قليل ، وظفر فيها كل خطب جليل ، فولله لو تمحض الإيمان ورضى الرحمن ، ما ظهر التثليث في هذه الجزيرة على التوحيد ، ولا عدم الإسلام فيها عادة التأبيد . لكن شمل

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1